قليلاً من الحب..
ما نحتاجه "كناس.. كمواطنين" ليس القمر، الذي كان يحج اليه كل الشعراء والعشاق.. بعد ان فشلوا في "العثور" فوق الارض على شيء قليل من الحب.. أو لم تعجبهم "وجوه فتيات" الارض، فحلموا بوجه فتاة كالقمر.. نحن لا نطلب القمر من قياداتنا التي تدعي حبها وعشقها لنا.. وانها "مشغولة" طوال وقتها بالبحث عن توفير ما نطلبه.. كما يفعل الحبيب لحبيبته.. فقط ما نريده قليلاً من الحب.. وردة بيضاء.. وليست حمراء، ومن دمنا..
كل طرف.. كل عصابة.. كل عائلة.. تقتلنا.. تخرب بيوتنا.. وتهدمها لانها تحبنا.. ومخلصة في حبها لنا.. يحجزنا رصاصها في البيوت.. يطوقنا من كل الجهات.. نهرب من رصاصهم.. بين غرفة واخرى.. وجدار وآخر.. وتقتلنا.. لانهم يحبوننا.. أليس من الحب ما قتل؟! وهذا حال فصائلنا وقياداتنا وميليشياتنا.. وكأن قتل الاحتلال لنا.. لا يكفي..
حكومتنا فوق قلوبنا كالجبال الراسيات
هناك كثيرون، يحسدون حكومتنا، الوطنية، الوحدوية، الرائعة، الجميلة كالقمر.. وأجمل، ولهذا يريدون لها ان تكون.. ويحفرون ليل نهار تحتها من اجل ان تنهار، ولكنها حكومتنا.. صامدة، فهي وجدت لتبقى.. حتى آخر نفس في ارواح الناس.. التي تطلع.. كل ساعة لان صمودها.. سيعيد لنا - يافا وحيفا- وستعيد كل اللاجئين مرة واحدة، وستخرج لنا - النفط من الارض- وايضاً تجلب لنا القمر.. وليس ان نذهب نحن اليه، وننفق "ترليونات" الدولارات.
وتحت سقف هذا الصمود "العظيم" في مواجهة كل الاعداء.. يشهد المجتمع الفلسطيني نوعاً من الانهيار القيمي، الاخلاقي.. لم يحصل منذ عقود ماضية، فالمسألة تجاوزت افتقاد الامنية، أمن الأمن، وأمن الاقتصاد.. نحو الأمن الاجتماعي.. فهل القيادات المشغولة.. بالقتل والمحاصصة وتوزيع الغنائم.. تحت سقف القتل والقصف والتدمير والاعتقال الاحتلالي.. تعرف ما يجري على الارض أم ان المسألة لم تعد تهمها، ولا كثير قيمة لها..؟!
ان حكومتنا الوحدوية، تجرب حظها فينا.. كما جربت حكومة حماس، ولهذا ستظل.. فوق قلوبنا كالجبال الراسيات، حتى "تطلع ارواحنا" وعندها ستكتشف ان التجربة فاشلة.. لصالح تجربة جديدة.. أيضاً فاشلة.
لص كابوي..
لم يدر في ذهن صاحب الحانوت (المحل) حين اقفله مساء وتأكد من ذلك مرتين وتوجه بخطى بطيئة نحو بيته عند الساعة العاشرة مساء، ان "اللص" الذي دخل قبل دقائق من اغلاق المحل اختفى داخله، بهدوء، وحين اطمأن ان صاحبه اغلقه وغادر نحو البيت تنفس الصعداء.. بان خطته نجحت.
هو يعرف المحل جيداً، ربما تناول زجاجة بيبسي.. وفتح (باكيت) بسكوت من الفاخر.. واكل وشرب.. ليخفف من التوتر.. وبعدها بدأ البحث عن "ما خف حمله وارتفع ثمنه" من كروت بلفونات ونقود.. وما شابه، ولم يكتف بذلك فقط، اخرج كيساً من محتوياته.. وبدأ ينتقي ما (خف وغلى) من دخان وما شابه حتى ملأه وجلس يستريح حتى يذهب الناس لبيوتهم.. ويختفون من الشارع..
وكانت (الصدمة) فشل في فتح المحل من الداخل.. واخذ يفكر ماذا يعمل.. بعد ان سجن نفسه داخله.. وربما لم ينم تلك الليلة وهو ينتظر بفارغ الصبر ان يأتي الصباح وهو مستيقظ لئلا يجده صاحبه "نائماً" وهو يخطط كيف ينسحب بعد ان أدرك انه لا يستطيع اخراج كل مسروقاته.. وهكذا، بعد ان فتح "المحل" غادره بهدوء دون ان يشعر صاحبه ومعه مسروقاته.
حُب جوال
يقول، طوال الطريق منذ اللحظة التي صعدت فيها للسيارة، والهاتف الخلوي.. أو سموه ما شئتم لم يبتعد لحظة عن اذنها.. حتى آخر محطة وقوف.. وحين ارادت ان تنزل دفعت - ثلاثة شواقل- حين قلت لها الاجرة (خمسة).. قالت - يكفي و(ما معيش).. لم افعل شيئاً.. فهي - فتاة-؟!
يا صديقي - انت مسكين- هذا هو الحب.. والبلفونات وجدت أصلاً للحب.. وخاصة في مجتمعنا وما شابه من مجتمعات.. وحين يلتقي حبيبان على الهواء.. فان (الهوى) يصبح سيد الموقف وليست الشواقل التي يعدها "الهواء".. ولأن - الحب بلا حدود- فان "الشواقل" دائماً في عجز مستمر.. ولكن لا تقلق.. فالحبيب سرعان ما يعبئ/ بلفون حبيبته بكرت اضافي او يرسل لها من رصيده.. فالحبيب عادة لا يأكل.. وثمن الاكل يشتري به كرتاً لحبيبته..
واذا ما فشل في تأمين ثمن "الكرت" فان الحب أقوى من الرصاص.. لهذا سيبحث عن (الشواقل) وبكل السبل.. فالمهم عنده حبيبته.. فلا غرابة ان يسرق في لحظة من اللحظات.. أو يلجأ لكل الاساليب التي لا تخطر على بال.. فهل ما زلت غاضباً لانها لا تملك سوى ثلاثة شواقل.. انه الحب.. وكل (الحبيبة) مجنون ليلى.
زواج عُرفي.. زواج المسيار
لا علاقة - للجانب الشرعي او عدمه- في زواج المسيار.. فهذا من اختصاص الفقهاء.. فقط العلاقة بان هذا الزواج كما الزواج العرفي غريب على مجتمعنا، وليس من السهل تقبله.. في ضوء ثقافته وواقعه وحضارته..
مصادر مطلعة، تؤكد حدوث حالات زواج عرفي- وتحاول الاقتراب من فهم هذه الظاهرة او هذا الزواج غير المقبول والمرفوض.. حتى من اكثر الناس تحرراً وانفتاحاً.. او ادعياء التحرر.. لكن لماذا اللجوء اليه!؟
لا توجد حاجة لكثير اجتهادات وتفسيرات.. ربما الوضع الاقتصادي وازدياد نسبة الشباب الذين يعزفون عن الزواج.. بفعل الوضع المادي.. مع ما يقابله من زيادة نسبة (العنوسة)، يشكل هذا الزواج محاولة للهروب من هذا الواقع، وربما حدثت علاقة بين الاثنين ووصلت لدرجة لا يمكن العودة عنها، وصعوبة حصول الزواج العادي.. خوفاً من (الفضيحة) والمجتمع.. او لاسباب طبقية او دينية، او ربما هناك دوافع واعتبارات اخرى.. واذا كان هناك من يفسر ويبرر زواج المسيار- بزيادة نسبة الفتيات المطلقات او الارامل.. فان الزواج العرفي.. لا يوجد من يبرره او يفسره حتى اللحظة..
ولا يوجد أحد يوافق على ان تتزوج ابنته عرفياً!؟
الانترنت!!
ماذا يريد "المراهق" من الانترنت حين يفتحه؟ هل يريد البحث عن حياة "افلاطون" أو "ابن خلدون" أو "ابن رشد" أو عن آخر "الانجازات الصحية"؟!
ان مواجهة .. هذه الثورة العلمية التكنولوجية.. الهائلة في وسائل الاتصال.. والمواصلات - بالقمع والثورة، وتدمير "مقاهي الانترنت" او بمنطق البلطجة، فالحجر الصحي.. لم يعد ممكناً امام هذه الثورة وستقود لنتائج عكسية، كما التطرف المجنون.
ان منطق.. القوة.. الذي يحكم العلاقة الداخلية كما دلت الاشتباكات وعمليات الخطف والاغتيال.. وتفجير محلات "الانترنت" لا يصلح في مواجهة هذه الثورة.. التي تحتاج.. لثورة ثقافة، بكل ما يعني المصطلح.. ثورة نوعية، علمية، مدروسة.. لأن النتيجة ستكون نزوع المجتمع نحو متطرفين متضادين عنيفين، وبذلك يفقد توازنه لصالح اختلال جنوني في بينونة المجتمع وعناصر استقراره..
ان مجتعمنا وحتى اللحظة "المشغولة" فيها قيادته.. بالصراع التافه على سلطة.. تفتقد ليس لقيمتها السياسية، والاقتصادية، والتعليمية، والصحية، وانما ايضاً الاجتماعية وهذا "الاخطر" فهل سيظل السيف والرمح.. هما العلاج لكل المشاكل..؟!
سؤال بلا اجابة..
الضياع..
كل التقارير الصادرة عن ما شاء من الجهات تقول.. بان نسبة السرقات وبكافة اشكالها والتي تصل لدرجة القتل في ارتفاع مستمر شهراً بعد آخر.. وبعيداً عن التقارير قليلاً.. تدل المعلومات على ان "الجيل الصغير" تحول الى هدف سهل للاسقاط من قبل مخابرات الاحتلال، وان المسألة الاخلاقية تجاوزت (الاخلاق)!! نحو بيع الجسد.. وان نسبة "العزوف عن الزواج تزداد تحت وطأة الضغط الاقتصادي.. وبذلك زيادة "العنوسة" وما يترتب على ذلك.. كثيراً.. وان نسبة "الطلاق" كما يقول المختصون والمتابعون ايضاً ارتفعت، ولا توجد حاجة للحديث عن ارتفاع وتيرة الهجرة للخارج مع ما يخلفه ذلك من تأثيرات اجتماعية.
لا داعي للقلق، سلطتنا، وحكوماتنا، اللتين لا تملكان اية سلطة في مواجهة الاحتلال .. صامدتان.. ورائعتان.. وجميلتان.. وفوق صدورنا كالصخر.. وتُبشراننا بالجنة..