أنا عندي 22 سنة، من أسرة فوق المتوسطة في المستوى المادي. اتخطبت قبل كده مرتين خطوبة تقليدية. وبعد الانفصال تعرفت من على النت على شباب كتير قوي. ولكن حبيت واحد لحبه لي واتخطبت له وبجد أنا بحبه وهو بيحبني واحنا الاتنين بنحاول نرضي بعض ومفيش أي مشكلة.
لكن المشكلة فيّ أنا.. أنا لسه بدخل نت وبحب أكلم شباب.. صحيح مش يعرفوا شخصيتي الحقيقية لكن في النهاية أنا أخون حبيبي وده مش بإرادتي، وبجد غصب عني. وعارفة إنه مش مبرر. وأكبر مشكلة عندي باواجهها هي إني بكلمهم في التليفون.
بالله عليكم تهتموا بي وبرسالتي لأني بجد في حيرة جامدة، ومش عارفة أنا مالي وبتعذب. وكل مرة أقول مش هعمل كده لكن برجع تاني مهما بعدت.. خايفة أبقى كده لما أتجوز ويتطور معايا الموضوع لأني بحب أكون مرغوبة من كل من حولي.. ولكم جزيل الشكر
معك في خوفك يا ابنتي.. فإذا كنت كما تقولين أن ذلك يحدث بدون إرادتك فسنحتاج أن نتحدث معا عن خطوات للحل حيث إنه بدأ يأخذ شكلا من أشكال الإدمان وتعويض نقص ما لديك. ولكن قبل أن أسردها عليك أحب أن أذكرك بعدة نقاط قد لا تنتبهي إليها.
الثقة بين الحبيبين والزوجين هي أساس استقرار الحياة الزوجية وهي شاطئ الأمان التي ترسو عندها سفينة الزواج حين تتعرض لأي مخاطر أو تحديات الحياة فتنجو. ولا تتصوري أن اكتشاف خطيبك لما تقومين به سيظل بعيدا عن معرفته أو أنه أمرُ لا يمكن حدوثه فلا ضامن لذلك إن أراد الله كشفك وحينها ستنقلب سعادتك معه إلى تعاسة قد تدوم حين يفقد ثقته فيك.
كما تتعاملين مع الشباب على الإنترنت بشخصية غير حقيقية تحمل بلا شك الكثير من الكذب والغش والخداع فكذلك هم. يتعاملون معك تحت نفس العنوان غش، خداع، كذب، فقد يحدّثك شاب ظريف في أوائل العشرين من عمرة يهوى الصيد والقراءة وهو في الحقيقة عجوز يتصابى عابث لاهي ويهوى الحديث مع الفتيات ليشبع غرورا أو نقصا لديه.. فهل ترضين لنفسك هذا الهراء والزيف والكلمات الجوفاء التي لا تحمل معنى حقيقيا؟!
محاولة كسب إعجاب كل الشباب وفي كل الأوقات عادة مرضية. خاصة وأن لديك خطيبا يحبك وتحبينه. وهي تعني أنك أصبحت بلا هوية تميّزك بل وسيؤول الحال بك لإنكار نفسك لأنك سوف تقومين بما يُعجب الآخرين لتكوني محل إعجابهم بكلام أو تصرفات أو أكاذيب فتبعدي قليلا قليلا عن حقيقتك التي تميّزك عن الآخرين فعلا!
فلتحبي نفسك ولتقتربي منها ولتتعرفي عليها بصدق لتنعمي وتتمتعي بمميزاتها وتهذبي مساوئها فتكوني جديرة بإعجابك بنفسك -لا أعني الغرور بالطبع وإنما رضاك عنها- أولا ثم الآخرين الحقيقيين في حياتك كأفراد أسرتك وأصدقائك وزوج المستقبل. ولن تحصلي أبدا على الإحساس الحقيقي بالسعادة من إعجاب الآخرين. أولا لأنهم أشخاص غير حقيقيين في حياتك. ثانيا لأنهم عرضة للتغيير أو مغادرة حياتك في أي وقت فيبقى الإحساس بالأمان، والسعادة الحقيقية هي التي تنبع من نفسك لأنها الشخص الوحيد الذي لن يتركك.
والآن نعود لخطة الابتعاد عن الشات مع الشباب:
1- مسح كل إيميلاتهم بلا عودة. وهذا سيساعدك في إحساسك بأنك أقوى من شهواتك وأن الصح انتصر بداخلك.
2- فك الارتباط الشرطي.. ومعنى ذلك أنك تقومين بعادات معينة قبل الجلوس على الشات لتتحدثي مع الشباب كأن تشربي مشروبا مثلا أو دخولك المكان الذي يوجد به جهاز الكمبيوتر في وقت معين، حين تكونين وحيدة مثلا، أو في فترة الليل وأهلك نيام، أو عندما تريدين أداء فعل معين، وهكذا كل ما هو مرتبط بجلوسك على الشات أو اتصالك ببعضهم عليك أن توقفيه تماما حتى تبعدي عن القيام بالتحدث معهم وإذا وجدت من نفسك ضعفا فلا مانع من قطع الوصلة لفترة طويلة أو دخولك على النت دون التحدث لأحد.
3- توطيد العلاقة بينك وبين خطيبك ومحاولة فتح الموضوعات التي كانت تستهويك مع الشباب معه لتجدي مساحة جديدة بينك وبينه فتكون بديلا مرضيا لك في داخلك.
4- ملء أوقات فراغك حتى لا تجذبك نفسك من جديد للشات أو المحادثات فتنشغلي عن التفكير فيها.
5- البحث في هواياتك أو طموحاتك وأحلامك لتحققي منها ما يمكنك البدء فيها وهذا سيساعدك كثيرا في رفع درجة احترامك لنفسك وكذلك ثقتك بنفسك وكل إنجاز تحققينه سينالك مقابله استحسان وإعجاب الآخرين ولكن بشكل صحيح وحقيقي.
6- الاقتراب أكثر من أفراد أسرتك وخطيبك –لعله لا يبادلك كلمات الإعجاب التي تهوينها فلتعلمينه إياها بدبلوماسية ولكن في نطاق منضبط بالطبع- وكذلك أصدقاؤك والتعايش معهم وإيجاد أعمال مشتركة معهم لخلق مساحات جديدة في حياتك.
7- القرب من نفسك والتعرف عليها بشكل تفصيلي ماذا تحبي؟ ماذا تكرهي؟ ما هي أحلامك؟ ما هي مميزاتك؟ ما هي عيوبك؟ فهذا سيجعلك تفهمين نفسك أكثر وتضعين يدك على مشكلاتها أو أحلامها فتتصرفي بطبيعتك في الحياة الحقيقية وفي العالم الإلكتروني.
8- وأخيرا أنت تحتاجين أن تعيدي لنفسك احترامها واحترام من تحبين ولن تحصلي على ذلك إلا إذا قررت أن تزيدي من قوة إرادتك والتي ستزداد بإذن الله إذا اتفقت مع نفسك على تنفيذ ما قلناه وتذكرك لرغبتك في الحفاظ على نفسك من أي انزلاق الآن أو بعد الزواج.