لم يتسبب داعية إسلامى معاصر فى إحداث كل هذا الكم من الانقسام حوله بين مؤيد ومعارض مثله ، ولم يستطع أحد قبله أن يصل إلى الشباب من كافة الطبقات ، وأن يكون محبوبهم الأول بدلا من الفنانين والرياضيين .
إنه الداعية عمرو خالد الذى أصبح وباقتدار نجما فى سماء الدعوة الإسلامية رغم حب الحب البعض الواضح له وكره آخرين !
تعدى حدود المكان والزمان فصار حديث الشرق والغرب حتى وصف بأنه ظاهرة غير مسبوقة كما وصفته صحيفة الإندبندنت البريطانية ، وأكدت أنه لفت الانتباه بشدة إليه خلال السنوات الماضية ، فى ظل تأثيره الذى وصفته بالهائل .
واستشهدت الصحيفة فى تقريرها حول الداعية الشهير بما زعمته عن أن سيدة فلسطينية في الضفة الغربية تمارس الرياضة في منزلها لأن عمرو خالد قال : إن رشاقة الفتيات مهمة لهن.
وقالت : إن هذا دليل أن آلاف الفتيات في العالم العربي أو الإسلامي الناطق بالعربية يتابعون ما يقوله عمرو خالد.
سيرة حياته تشير إلى أنه ولد في 5 سبتمبر 1967بمصر ابنا لأحد الأسر التى تتمتع بوضع مالى ميسور فى بلد تعانى الغالبية العظمى من سكانه من الفقر ، وهو ما يجعل البحث عن لقمة العيش الهم الأساسى الذى يشغل سكانه منذ اللحظة الأولى التى يفتحون فيها أعينهم على الحياة .
تدرج حياته لم يكن ينبئ بهذه الشهرة الواسعة حيث حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1988. وعمل بأحد مكاتب المحاسبة لمدة سبع سنوات، ثم افتتح مكتب محاسبة خاصًا به ،وحصل على ليسانس الدراسات الإسلامية. وهو فى طريقه الآن لنيل درجة الدكتوراه في الإسلام والتعايش مع الغرب من جامعة ويلز ببريطانيا وهو متزوج ولديه طفلان.
أما عن علاقته بالدعوة الإسلامية فقد بدأت فى وقت مبكر للغاية حيث بدأ اهتمامه بالإسلام منذ الصغر ، وكان جده عبدالخالق الزهيري يروي له قصص الأنبياء ، والتى كان لها تأثير بالغ على حياته وعلى تكوينه و صبغته بالإسلام منذ البداية.
بداية المشوار
بدأ مشواره الدعوى بإلقاء الدروس في نادي الصيد في حي الدقي في القاهرة والذى يقصده الأثرياء وعلية القوم ، وذلك قبل أن ينتقل إلى مسجد المغفرة في حي العجوزة حتى ازدحم المسجد ولم يتحمل، فانتقل منه إلى مسجد الحصري في مدينة 6 أكتوبر، وهناك ذاعت شهرته بقوة، وبدأ الشباب المسلم يحضر دروسه قادمين من أماكن بعيدة .
كما بدأت دروسه في ذلك الوقت تذاع على القنوات الفضائية وخاصة على قناة اقرأ الفضائية حتى أصبح معروفاً في سائر الدول العربية والإسلامية.
أعد وحاضر في مصر محاضرات عامة و لقاءات لمدة سنتين من 2000 إلى 2002 ، و وصلت أعداد الحاضرين إلى 35 ألفًا ، و أعد و حاضر فى دورات متخصصة لأكثر من 40 إعلاميًا عربيًا في بيروت في مارس 2003 ، و أعد و حاضر دورات تدريبية متخصصة في كيفية إعداد برنامج تلفزيوني تفاعلي لمذيعي شبكة البي بي سي الإنجليزي.
أعلنت مجلة تايم الأمريكية عن قائمتها السنوية والتي تضم أهم 100 شخصية الأكثر تأثيرا في العالم ، وتم اختيار الداعية عمرو خالد ضمن أهم 100شخصية في العالم لهذا العام لما أثرى به المجتمع من أنشطة دعوية تخطت نطاق الوطن العربي ، ولدعوته المستمرة لنبذ العنف والطائفية والالتزام بالمنهج الوسطي في الدعوة.
وعلى الرغم من الانتقادات التي توجه للداعية عمرو خالد، إلا أن اختياره جاء على أساس نجاحه في جذب جمهور كبير من الشباب العربي حوله و التفاعل معه في قضايا عديدة, لذلك وصفته مجلة تايم بأنه أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في الشباب على مستوى العالم العربي.
ويذكر أن قائمة أهم 100 شخصية الأكثر تأثيرا لهذا العام ضمت عددًا قليلا جدا من الشخصيات العربية مثل الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية.
سهام وورود
منتقدوه يقولون:إنه يخاطب طبقة معينة من المجتمع ويقولون : إن أحاديثه لا تخلو من معاني برجوازية حيث أن أغلب حضوره هم من أبناء الطبقات الغنية، وتعرض لانتقادات أخرى بسبب أشياء ظاهرية كعدم اطلاقه اللحية و لارتداء البدلة العصرية .
وأُخذ عليه استشهاده بأحاديث نبوية يشوبها بعض الضعف في روايتها في بدايات رحلتة الدعوية، لكن اللافت هو عدم اكتراثه بمنتقديه كما أن كل هجوم على شخصه أدى لذياع صيته أكثر وأكثر، وجمع حوله الكثير من الشباب، المسلم وغير المسلم، لما تميز به خطابه من تسامح ودعوة للفهم الصحيح للإسلام.
تعرض لضغوط أمنية بسبب تأثيره القوي في الطبقات الراقية وذياع صيته الذي أقلق البعض، فطُلب منه التوقف عن الدعوة وأن يقصر نفسه على العمل المحاسبي، فسافر في نفس اليوم إلى إنجلترا، حيث تابع دعوته من هناك، وواصل تقديم برنامجه الشهير.
تفعيل دور الشباب
فى حين يقول محبوه إنه نجح في السنوات الأخيرة في تفعيل دور الشباب العربي في مجال التنمية من خلال برامجه و محاضراته المنتشرة في كثير من الدول العربية والأجنبية ، وذلك من خلال طرح مشروعات تنموية في المجالات المختلفة خاصة في مجال البطالة والصحة ومحاربة المخدرات وتشغيل الشباب في إطار لم يسبق له مثيل من قبل من خلال داعية إسلامي، وكذلك تجنبه اتخاذ مواقف طائفية أو متطرفة تجاه أي فكر، وعرضه لفكرة التعايش وتقبل الآخر بشكل وسطي دون التفريط في الحقوق أو الهوية مما جعل دعوته مقبوله لدى الجمهور العربي خاصة الشباب.
حصل على عدد كبير من الجوائز من بينهاجائزة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين من منظمة الصحة العالمية في مايو 2004 نظراً للمجهودات الكبيرة في برنامج "صناع الحياة" ، وتم اختياره الشخصية الثانية المحلية الأكثر شعبية بعد رئيس جمهورية مصر العربية في استفتاء نظمته مجلة "الشباب" إحدى المجلات الشهيرة في مصر سنة ، 2003وحصلعلى ميدالية الاستحقاق الذهبية من رئيس جمهورية اليمن تقديراً لجهوده وجهود صناع الحياة عام 2005.
مع الوقت يواصل تحليقه فى سماء الحياة والدعوة الاسلامية مؤكدا أن باستطاعة الانسان أن يحقق النجاح طالما كان مقتنعا بقضيته وبفكرته الإسلامية ، فالطريق مفتوح لنصرة الدين أمام كل المسلمين خاصة الشباب منهم إذا شاءوا .