بتمسك فى واحد ماسك فى واحد ماسك فى الحديده اللى جنب الباب.. كده تمام.. بعد كده انت تلقائياًُ بتترقى لحد ما توصل للحديده وتمسكها، وجدير بالذكر إن المدة
التى تستغرق حتى تصل إلى هذه الحديدة تتراوح ما بين 3 الى 5 محطات. المهم امسك كويس لترجع تانى تقف بره الاوتوبيس.
فى المرحلة دى بتبدأ تشوف بعض أجزاء من الأوتوبيس من جوه وبتبدأ تتعرف على صوت الكمسارى وتميزه من بين أصوات باقى الركاب. وطبعاً لازم يبقة عندك طموح مهو أصلك مش هتفضل واقف كده كتير فى ناس غيرك عايزين يتشعبطوا خش جوه بقه.
بتوصل للكمسارى وبتشوفه لأول مرة فى حياتك، وأول ما هيشوفك هيقولك وبراءة سمكة الرنجه فى عينيه.. على إفتراض إن سمكة الرنجه عيناها تدل على البراءة.. "خش جوه يا كابتن العربية فاضيه ادام...!!!" عادي أوعى تستغرب، انا بقولك اهه أووووعى.. فيها إيه لما يقولك خش جوه يا كابتن؟ وفيها ايه لما يقولك العربية فاضيه ادام؟ مش انته كابتن برضه، ومش دي برضه عربية، مستغرب ليه بقى؟ عشان يعنى بيقولك فاضيه؟ واشمعنى دى اللى هتستغرب عليها، ما كل يوم بتسمع حاجات اغرب وبتفوتها، مش بيقولوا إن الأسعار فى متناول يد ورجل ولاموأخذه أفه المواطن مخنوق الدخل، وإنهم بيوفروا كل سنه 100 الف فرصة عمل للشباب.. وإن البلد تعيش عصر من أزهى عصور التقدم والرخاء والرفاهية والدقهلية.. اشمعنى ساكت على ده كله ودى بقه اللى مستغرب عليها؟.. ولا متتشطرش إلا على الكمسارى الغلبان.. يا أخى سيب الراجل يشوف شغله وخش جوه بقى ما الأوتوبيس فاضى اهه!.
نكمل يا سيدي ومدام وصلت هنا تبقه أكيد ابن كار واسمحلي انحنيلك وارفعلك القبعة واهنئك لأنك بقيت دلوقتي أحد أفراد الأوتوبيس، وخلاص بقالك دوسيه جوه، ولو قدرت تثبت جدارتك ممكن يأمنوا عليك ويبقالك معاش كمان يا عم.
المرحلة دي تعد احد المراحل المحورية في الاوتوبيس وفيها بيتحدد وضعك هيبقي شكله ايه داخل الاوتوبيس وبتختار الطريق اللي هتسلكه حسب رغباتك وامكانياتك وطموحاتك، فمثلاً لو هتنزل بعد 3 محطات او 4 يبقي لازم تكمل اخترق عشان يدوبك تلحق توصل للباب، لو ناوي تنزل بعد 7 او 8 محطات يبقي تنقي مكان تتمركز فيه يكون فيه المتطلبات الاساسية إلي ممكن تحتاجها من مأكل ومشرب وملبس، انما لو هتنزل بعد اكثر من 10 محطات او نازل اخر الخط تبقي انته كده سوبر ومن اولها تبدا تسعى للجلوس.
وهذا الأمر يحتاج لتكتيكات عسكرية من تحصينات ووضع دشم في اماكن احتمال خلو الكراسي، ولا اخفي عليكم انها تكتيكات في غاية التعقيد تتطلب حنكة في اختيار الكرسي واختيار الشخص المناسب اللي في احتمال انه ينزل في مده لاتزيد عن ثلاث محطات وهناك اساليب لتحديد هويه هذا الشخص، منها، على سبيل المثال، انك تلاقيه عمال يتلفت حوله يمين وشمال في دلاله علي حرصه على تلقي اي اشارة تدل ان محطته قد اقتربت وتلاقيه كمان بيسئل هو احنا في محطة ايه... اعتزر لكم عن عدم الخوض اكثر في هذه الدلالات لأنها معلومات سرية جداً ولا يعرفها إلا عدد قليل لا يتجاوز المئة ركيب، ستون منهم في القاهرة الكبرى والباقي ينتشرون في باقي المحافظات.
وانا افخر اني مصنف محليأ، فقد سجلت 11 مرة جلوس في الاوتوبيس خلال الثلاث سنوات الماضية وهذا رقم جيد احتل به المركز السادس على مستوى محافظة القاهرة واسعي لتحقيق عشرون جلسة بحلول عام 2010.
وكلما ازداد تعمقك داخل الاوتوبيس كلما تغير المناخ العام من حولك، وهذه تقلبات المواطن اعتاد عليها، ومع الوقت صارت بالنسبة له بمثابة رحلة سفاري يقوم بها يومياً. وبمجرد بلوغ منتصف الاوتوبيس تتوقف اجهزة المحمول كلياً عن العمل وتنخفض الجاذبية الارضية إلى الثلثين وتبدأ تغيرات واضحة في درجات الحراره التي ترتفع إلى نسبة 60% عن ما هي عليه خارج الاوتوبيس. وأشير إلى أن هذه البيئة تكون ملائمة لنمو بعض النباتات والأعشاب التي لا تجد مثيل لها في جميع انحاء مصر إلا داخل الاوتوبيس، ويختلف نوع النبات حسب رقم الاوتوبيس والمكان المتجه إليه فمثلاً 972 بتاع العباسية ده تلاقي في اشجار الحور بتاعت لبنان، خد دي كمان 306 بتاع الهرم تلاقي فيه اشجار العرعر بتاعت هاواي اللي السياح بيسفروا لها من جميع انحاء العالم، تلاقيها جوه يا عم وتتفرج عليها من غير ولا قرش زياده.
فوق ده كله كمان، كل العاب دريم بارك أم 40 جنيه موجوده جوه وببلاش وكله لمتعة المواطن، صحيح في اختلاف في الطريقة والشكل بين الألعاب الي جوه الاوتوبيس والألعاب بتاعت دريم بارك بس ده ميمنعش ان النتيجة واحد، يعني مرجحة وبتتمرجح، زحليق وبتتزحلق، عربيات بالكهربة وبتتكهرب، بيت الرعب بتشوف رعب محدش شافه ولا حتى في ديزني لاند، ده في كمان العاب جوه متلاقيهاش في اي حته في العالم مثلاً لعبة النشل ولعبة البهدلة وعندك كمان يا عم الهراسه الرهيبة، وكل ده بربع جنيه مصري فقط لاغير وعجبي
--------------------------------------------------------------------------------
الإثنين أكتوبر 15, 2007 7:44 pm
