هو الامام الفرد سيد الخفاظ ابو زكريا_تلك كنيته_يحيي بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن المرى الغطفانى (اشتهرت امامته فى الجرح والتعديل).
ولد سنة ثمان وخمسين ومائه بقريه من قرى الانبار يقال لها نقيا على بعد اثنى عشر فرسخا من بغداد .
كان ابوه كاتبا لعبد الله بن مالك واسع الثراء حتى قيل انه ترك لولده يحيي الف الف درهم انفقها فى الحديث واستغنى بها عن طلب الرزق مما اتاح له فرصة التفرغ التام لطلب الحديث حتى صار الامام وقد لقى من اعلام الرواية فى عصره فروى عن عبد الله بن المبارك وحفص بن غياث وجرير بن عبد الحميد وعبد الرزاق بن همام وابن عيينه ووكيع بن الجراح ومحمد بن جعفر الملقب بغندور وعد الرحمن بن مهدى وخلق.
وروى عنه السته البخارى ومسلم وابو داود بلا واسطه وبقتهم بواسطه وروى عنه احمد بن حنبل واحمد بن ابى الحوارى وابن سعد وداود بن رشيد وابو خيثمة وهم من اقرانه .
ومحمد بن يحيي الذهلى وابو حاتم وابو زرعه الرازيان وابو يعلى الموصلى وخلق لا يحصون.
وقد ترجم له ابن سعد فى طبقاته وذكر انه توفى بالمدينه وانه كان قد اكثر من رواية الحديث ولم يحدث الا قليلا .
قال الذهبى توفى فى ذى القعده غريبا بمدينة النبى (صلى الله عليه وسلم)سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
وعن كتابته للحديث.
قال ابن المدينى ما اعلم احدا كتب ما كتب يحيي بن معين
وقال محمد بن نصر الطبرى دخلت على يحيي بن معين فوجدت عنده كذا وكذا سفطا(دفتر) وسمعته يقول كل حديث لا يوجد ههنا واشار بيده الى الاسفاط فهو كذب .
وقال صالح جزره ذكر لى ان يحيي بن معين لما مات خلف ثلاثين قمطرا وعشرين جبا .
وكان شديد التحرى فى كتابة الحديث يكتب الحديث نيفا وخمسين مره
قال ابو العباس الدورى عن يحيي بن معين لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه.
وعن ثناء الائمة عليه.
روى عن على بن المدينى انه قال اتنهى العلم الى يحيي بن ادم ومن بعده الى يحيي بن معين
وقال ابو عبيد القاسم بن سلام انتهى العلم الى اربعه ابو بكر بن ابى شيبه وهو اسردهم له واحمد افقههم فيه وعلى بن المدينى اعلمهم به ويحي بن معين اكتبهم له.
وقال عمرو الناقد ما كان فى اصحابنا اعلم بالاسناد من يحيي بن معين ما قدر احد يقلب عليه اسنادا قط.
قال ابو حاتم الرازى اذا رايت البغداى يحب احمد بن حنبل فاعلم انه صاحب سنه واذا رايته يكره بن معين فاعلم انه كذاب.
نقل ذلك كله الحافظ بن حجر الذى اطال فى ترجمته ونقل ثناء ائمة عليه(فى تهذيب التهذيب).
كما ترجم له الخطيب البغدادى (فى تاريخ بغدلد)واطال الكلام عنه.
وقد كان لابن معين شعر جيد رصين فمما انشده.
المال يذهب حله وحرامه _طرا وتبقى فى غد اثامه.
ليس التقى بمتق لالهه_حتى يطيب طعامه وشرابه.
ويطيب ما تحوى وتكسب كغه_ويكون فى حسن الحديث كلامه.
نطق النبى لنا به عن ربه_فعلى النبى صلاته وسلامه.
وكما استفاض عنه حبه للحديث واجلاله له كذا استفاض عنه حبه واجلاله وتوقيره واكرامه لصحابة رسول الله(صلى الله عليه وسلم).
فقد حج مرارا وكان لا يجئ الى مكه الا مارا بالمدية ولا يعود الى بغداد حتى ينزلها .
ولشدة تعلقه بالميند المنوره قدر الله له طول الثواء بها
فقد حج فى اخر عمره ومر على المدية كعادته فى ذهابه الى مكه او فى ايابه فلما كانت ليلة همه بالخروج سمع فى نومه هاتفا يقول له(اترغب عن جوارى)؟
فعدل عن الخروج الى المدينة واقام بها ثلاثة ايام ثم وافه الاجل فكان ان غسل على اعواد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وحمل على سريره ودفن بالبقيع وصلى صليه خلق كثيرون ونودى بين يدى جنازته هذا الذى كان يذب الكذب عن حديث رول الله(صلى الله عليه وسلم).
واجهش الناس بالبكاء وقيل يوم ان مات اليوم مات المامون على حديث رسول الله(صلى الله عليه وسلم)
فرضى الله عن يحيي بن معين وارضاه
(الضوء الامع المبين عن مناهج المحدثين _د_احمد محرم)
الجمعة يناير 08, 2010 3:05 pm