حديثا ابو ذر _عند البخارى وسلم وغيرهما_رضى الله عنه قال
قال النبى صلى الله عليه وسلم لابى ذر حين غربت الشمس (تدرى اين تذهب)قلت الله ورسوله اعلم قال(قال فانها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستاذن فيؤذن لها ويوشك ان تسجد فلا يقبل منها وتستاذن فلا يؤذن لها يقال لا ارجعى من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى (والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم)
وتتلخص الشبهه حوله فى انهم قالوا ان هذا الحديث يخالف
العقل والحس
والجواب على هذ الشبهه
اقول ان هناك نوعا من انواع علوم الحديث يعرف بعلم مشكل الحديث وهناك علم اخر يعرف بمختلف الحديث وهذا الحديث عده العلماء من قبيل المشكل.
ثم اقول ان هناك قواعد جعلها العلماء لتاويل المشكل من الاحاديث
وهذه القواعد منها قاعده تسمى (بحمل الكلام على المجاز اللغوى)ومن هنا ننطلق.
والمجاز هو لفظ استعمل فى غير موصعه مع قرينه مانعه من ارادة المعنى الاول.
وهو قسمين -1-مجاز مرسل وهو استعمال اللفظ فى غير موضعه لعلاقه غير المشابهه مع قرينة مانعة من ارادة المعنى الاول.
2-استعاره وهى استعمال الفظ فى غير موضعه لعلاقة المشابهه بين ما مضع له وما استعمل فيه مع قرينة مانع من ارادة المعنى الاول.
والذى اوجب الاشكال فى هذا الحديث و بعض الالفاظ الموهمه للتشبيه فانها(تذهب حتى تسجد)و(تستاذن) و(يقال لها ارجعى).
ولذا فقد تاوله العلماء واجابوا عنى بما ياتى.
اولا_استئذان الشمس معناه ان يخلق الله فيها حياه لان الله قادر على احياء الجمادات والموات-قاله ابن بطال.
ثانيا_قال ابن العربى _انكر قوم سجودها وهو صحيح ممكن والذى يخطر بالبال فى حل الاشكال ان الشمس وكذا سائر الكواكب مدركة عاقله.
ثالثا_قيل المراد باستئذانها وسجودها_استئذان من هو موكل بها من الملائكه ويكون نسبة السجود والاستئذان لها مجازا .(فتح البارى).
رابعا_قيل المراد بالسجود للشمس سجودها بصورة الحال فيكون السجود عباره عن الزياده فى الانقياد والخضوع فى الحين.
خامسا_تأوله قوم على ما هى عليه من التسخبر الدائم.
وارجح الاراء عند العلماء المتاخرين هو الراى الرابع لان الحديث يغبر بلسان الحال لا عن لسان المقال فمهما يكن هذا السجود فانه يدل على الانقياد التام والشمس منقاده لامر ربها والماور يفعل اذا امر.
قال فضيلة الدكتور ابو شهبه.
لو حملنا الحديث على الحقيقه لادى ذلك الى البطلان على حين لو حماناه على المجاز المستساغ لظهر ما فيه من سر وبلاغه فسجود الشمس المراد به خضوعها وسيرها طبق ارادته_سبحانه_وعدم تأبيها عن النظام الدقيق المحكم الذى فطرها الله عليه واستمرارها عليه من غير انقطاع ولا فتور,ومثل هذا الحديث قصد بعه حث الخلق على الخضوع والاذعان فاذا كانت الشمس على عظمتهل فى غاية الخضوع لله فما اجدر الانسان المخلوق الضعيف بالخضوع لله تعالى.
ومثل هذا الاسلوب سائع شائع فها نحن العرب يقولون.
شكا جملى طول السرى قلت صبرا جميلا فكلانا مبتلى
ولا شكوى ولا كلام وانا هو مجاز وتمثيل فانظر الروعه فى التمثيل.
ولو جاء الحديث على غير هذه الطريه لخلا من هده الروعه.ومثل هذا البديع قد جاء فى القران المتواتر الذى لا يتطرق اليه شك قال تعالى[ويسبح الرعد بحمده]فليس ببدع ان تجئ الاحاديث .انتهى من كلام الدكتور ابو شهبه رحمه الله.
ثم انقل شيئا اخيرا
-كون ذلك تحت العرش فلان السماوات والاض وغيرهما من العولم كلها تحت العرش ففى اى موضع سقطت وغربت فهو تحت العرش
على ان هذا لايفسر الظواهر الكونيه وانما يشير الى الاسرار الكامنه وراء الظواهر والتى اودعها الله عز وجل هذ العوالم فهى من الغيب الذى اختص الله تعالى بعلمه واطلع على شئ منه بعض من اصطفاهم من خلقه وعلى راسهم خاتم الانبياء محمد _صلى الله علبه وسلم -ليخبروا بذلك من ارسلوا اليهم اختبارا لتصتيقهم وتمحيصا ليقينهم وتثبيتا لايمان من اسلم قلبه لله منهم
لذا نجد اصحاب رسول الله رضى الله عنهم وو يخبرم بذلك لا يستفسرون عنه ولا يستوضحون وانما يستسلمون ويصدقون ويفوضون علم ما خفى عنهم الى الله تعالى والى رسوله _صلى الله علي وسلم_ولا يكلفون انفسهم عناء البحث
اقول وهكذا شان المؤمنين الصادقين ان يقولوا سمعنا واطعنا ولا يسعنا الا ما وسعهم
سدد الله خطانا ورزقنا الثبات على دينه والايمان بكتابه وسنة رسوله.
انظر شبهات حول السنه والرد عليها تاليف ا_د محمد محمود بكار+د_محمد سيد شحاته)وكتاب علم مختلف الحديث ومشكله ا_د عبد الراضى مسعود مع تصرف
الجمعة ديسمبر 25, 2009 3:32 pm