لغة الأمّة و أمّة اللغة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الإمام الشافعي في الرسالة ( ولسان العرب أوسـع الألـسنة مذهبـاً وأكثر ألفاظاً )
لغة الأمّة من أعظم و أجلّ اللغات التي نطق بها الإنسان، و لأنّ الله تعالى اختارها ليتلى بها كلامه عزّ و جلّ، و لأنّه اصطفى من خلقه عربيا ليكون خاتم النبيين صلى الله عليه و سلّم فإنّ لغة الأمّة لابد أن تكون من أعظم و أجلّ اللغات عند الله تعالى.
( وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) الشعراء
هذه لغة الأمّة العربية
فأين أمّة اللغة العربية
يقول ابن خلدون: ( لغة الأمّة الغالبة غالبة، و لغة الأمّة المغلوبة مغلوبة )
و أمّة لا تعتز بلغتها مغلوبة
و أمّة لا تدعم لغتها في الخارج مغلوبة
و أمّة لا تسعى إلى ترجمة إنتاجها إلى لغات العالم و لا إنتاج العالم الفكري إلى لغتها أمّة مغلوبة
لو يعلم الإخوة العرب كم تنفق وزارة الثقافة في دولة إسرائيل من أموال و جهود " لإقناع " دور النشر العالمية بنشر إصدارات الكتاب و الشعراء و المبدعين اليهود إلى لغات العالم، لأدركوا كم هم مفرّطون.
إنّ أمّة تتراجع اللغة العربية في وسائل إعلامها و برامجها التربوية أمّة مغلوبة
و أمّة تنفق أجهزتها على التسلّح و الإنتاج السينمائي أكثر مما تنفقه في سبيل ترقية و صيانة لغتها أمّة مغلوبة
في الماضي، كان الشعر هو الحارس و الحافظ الذي يصون لغة العرب من كل دخيل وغريب
أمّا اليوم فأين الشعر، و أين هم الشعراء ؟
و من للغة العرب؟