طرق سعيد باب البيت ، فلما فتحت له والدته بادرها قائلاً :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وأثناء ردها السلام كان قد قبل يدها ، ثم توجه إلى غرفته ليستأنف مذاكرته ، وفى طريقه للغرفة كان يغنى نشيداً جميلاً مطلعه :
" أن تدخلني ربى الجنة .. هذا أقصى ما أتمنى "
تعجبت الأم من سعادة ابنها ، فسألته :- ( لماذا أنت سعيد هكذا يا سعيد ؟! .. رغم أنك كنت حزيناً قبل خروجك من البيت ) ..
رد سعيد : يا أمي الحبيبة لقد كنت حزيناً لأن واجباتى اليوم كثيرة جداً حتى خيل إلى أنني لن أنتهي منها قبل منتصف الليل ،
فلما سمعت أذان المغرب توضأت فأحسست بالنشاط ، فقررت الخروج للصلاة في المسجد ، فلما خرجت تذكرت أن خطواتي إحداها ترفع درجة والأخرى تحط خطيئة ..
فلما انتهيت من الصلاة شاهدت جيراني وأصدقائي يقبلون على فرحين يصافحونني ، فشعرت بالذنوب تتساقط من أيدينا ،
وفى طريق عودتنا نتسامر ونتعارف أحوال بعضنا .. وعندما افترقنا إلى بيوتنا كانت السعادة تملؤني يا أمي الحبيبة ..
قالت الأم : أدام الله سعادتك في الدنيا والآخرة يا سعيد .
قال سعيد : إن صلاتي في المسجد هي سر سعادتي ومن الآن لن أترك الصلاة في المسجد أبدأ إن شاء الله تعالى .