انا وانت والعشوائيات

لم يكن المصري يعرف من العشوائيات سوي ما كان ينبت وينمو علي ضفاف الترع والمصارف وحواف الأراضي الزراعية من نباتات غير معروفة
وإذا سئل عنها قال إنها نباتات شيطانية أو عشوائية
أي أن هذه النباتات لم يعرف أحد كيف نبتت كما أنه إذا ذكر أحد كلمة عشوائيات
فأول ما يتبادر إلي الأذهان عشوائيات أنماط البناء وما آل حالها من انعدام المرافق بها من كهرباء ومياه ومواصلات وتليفونات وهذه العشوائيات إما عشوائيات في أنماط البناء ذاتها أو عشوائيات لانها مقامة فوق أراض غير معدة لذلك سلفا
وسواء هذه أم تلك أم كلتيهما
فهي عشوائيات وهذه العشوائيات أهون شأنا وأقل تأثيراً وقدراً إذا ما قورنت أو قيست بعشوائيات أخري انتشرت بنا في هذا الزمان وتهدد حياة الإنسان

منها علي سبيل المثال:
** عشوائيات رفع الأسعار
والتي أصبحت مثل الرقص في بعض الأشكال تميل يمينا ويساراً ولأعلي ولكنها لا تهبط أبداً والحكومة ترقص في مسرح الأسعار وترفع السعر ثم تقول انها لا تستطيع أن تملك السوق وهي التي تقوم بتحضير العفريت ثم لا تستطيع صرفه والكل يجري وراءها من التجار ويسبقها بكثير في هذه اللعبة لان التجار الجشعين والمنتجين المحتكرين يعرفون اللعبة أفضل من الحكومة ويدقون علي طبول احتياجات الناس ولا ندري متي توقف الحكومة »هز الوسط« في سوق الأسعار.

** عشوائيات المرتبات والأجور وتوابعها من حوافز ومكافآت وبدلات
والتي تتفاوت من وزارة إلي أخري ومن مصلحة إلي أخري رغم أن فترة الخدمة للموظف واحدة والمؤهل الدراسي واحد وظهور هذه التناقضات والتفاوت الواضح في نظام الأجور والرواتب يعكس حالة من الغضب والحقد بين موظفي الدولة فهناك بعض الموظفين يحصلون علي مكافآت شهرية وحوافز تعادل أضعاف الرواتب الأساسية لموظفين آخرين رواتبهم أقرب إلي إعانة بطالة وتقول ليه الموظفين بيقوموا بالاعتصام والتظاهر والإضراب عن العمل.

** عشوائيات شغل الوظائف
والتي اقتصرت علي أبناء المسئولين وأصحاب النفوذ في البلاد والذين يسلكون كل الطرق لحجز أماكن لأبنائهم لشغل وظيفة بعيداً عن مبدأ التكافؤ وعلي حساب الغير من ابناء الشعب الغلابة الذين ليس من حقهم ان يحلموا بوظيفة لأولادهم وعليهم ان يتحملوا أو يرضوا بنصيبهم في الدنيا والستر من عند الله.

** عشوائيات التكويش الوظيفي
التي احترفها كثير من المسئولين في مصر خاصة كبار السن منهم بينما آلاف الشباب من الكفاءات بعيدون رغما عنهم عن تلك المناصب التي احتكرها الكبار وقد ادي هذا إلي قتل الخبرات والقضاء تماماً علي الصف الثاني.

** عشوائيات إهدار المال العام
والذي فاق كل تصور في مختلف المدن والأحياء واستخدامه في غير ما خصص له في عمليات التجميل والتزيين وتغيير البلودورات وإنشاء النافورات والتماثيل والأحواض وغير ذلك من الأعمال التي تصرف عليها ملايين الجنيهات سنويا من أجل الحصول علي المكاسب والمتخصصات.

** عشوائيات استعمال الهرمونات والمبيدات دون ترشيد أو رقابة
فالبعض يبحث عن الثراء مهما كانت عواقبه ويستعمل الهرمون لزيادة المحاصيل ونموها والبعض يستعمل المبيدات دون ترشيد والشعب يدفع الثمن من صحته ودخله المحدود بعد أن يصاب بالأمراض التي لم نسمع عنها من قبل وعلاجها فوق طاقة الفقراء والمعدومين وما أكثرهم في هذا الزمان.

** عشوائيات استيراد السلع الغذائية الفاسدة
والتي يمارسها الكثير من المستوردين المنحرفين أصحاب الضمائر الميتة والذمم الخربة والفئران البشرية التي لديها القدرة الفائقة علي تسريب السلع الغذائية الفاسدة إلي البلاد في ظل حماية أصحاب النفوذ وأصحاب المصلحة.

** عشوائيات الطرب والغناء والموسيقي والرقص
وما يحدث من انحلال أخلاقي وانحطاط حضاري يتنافي مع كل قيم وعادات وتقاليد المجتمع المصري.. ناهيك عن عشوائيات القرارات المتضاربة التي تصدر عن المسئولين وتناقض بعضها البعض ويتحمل ضررها المواطنون..

وقد امتدت هذه العشوائيات لتطول وتطوق كل وأي شىء ممكن أن يعوق أو يوقف زحفها او يمنع تقدم مسيرتها
وقد اخترقت هذه العشوائيات جميع الحواجز وقفزت فوق كل الأسوار ونفذت من كل الثغرات
وأصبحنا نعيش في بلد من العشوائيات
0
0
0
فهل من منقذ؟

ما شاء الله عليكي يااخت سارة ايه المواضيع الرائعة ده بجد انا من جمال الموضوع قرأته مرة واتنين وتلاتة
جزاكم الله خيرا

ونسأل الله عز وجل ان يرزقنا المنقذ

اقتباس :: ما شاء الله عليكي يااخت سارة ايه المواضيع الرائعة ده بجد انا من جمال الموضوع قرأته مرة واتنين وتلاتة
جزاكم الله خيرا

وجزااااااااااااااااااااااك الله خير ياحمد
مشكووووووووور على التواجد والقرءاه المتكرره
وربنا يرزفقنا الصرح يارب

اقتباس :

اااااااااااااااااااااااامين